الجمعة، 19 سبتمبر 2008

هكذا تحكم مصر

في مدينه مرسي مطروح حدثت هذه الواقعه وكنت احد شهود العيان والواقعه بدات عندما فوجى رواد شاطي روميل بدخول سياره حكوميه ونزل منها شخص شديد الوقار ومعه مجموعه من الاشخاص ووقف امام احد الكافتريات والتي كنت جالسا عليها احتسي فنجان من القهوه ومعي زميلي عوني الحسيني محرر الشئون العربيه ووجدنا الرجل الوقور يتحدث مع صحاب هذه الكافتريا مشيدا به ويقول له انت واجهه الشاطي واريد منك تجميل المكان فوافق الرجل علي الفور علي كل ماطلبه هذا الرجل الوقور الذي علمنا فيما بعد انه رئيس مجلس المدينه وماهي الا لحظات قليله تحدث رئيس مجلس المدينه بالهاتف المحمول وعاد مره اخري الي صاحب الكافتيريا وقال له المحافظ امر بهدم الكافتيريا فورا
الذهول اصاب الرجل وساله ليه ياباشا وكانت الاجابه اغرب من الخيال ان وجود هذه الكافتيريا يمنع تاجير الكافتريات التي اقامتها المحافظه علي الشاطي فقال الرجل انه مستاجر المكان بعقد قانوني وسوف ينتهي بعد 5 سنوات فكان الرد دي اوامر ولابد من تنفيذها وتكهرب الجو علي الشاطي سيارات شرطه وسيارات نقل وعشرات الاشخاص اذدحم بهم الشاطي
وطلب الرجل تنفيذ القانون وتوجيه انذار له اولا بفسخ العقد ثم الازاله وايده الضابط المسئول علي قوه الازاله وقال لرئيس مجلس المدينه انه الازاله لو تمت ستتم تحت مسئوليته واصر الرجل علي تنفيذ الامر الهاتفي ولم يبالي بتحذيرات الضابط
نظرت الي زميلي وقلت له هكذا تدار مصر بالاومر الشفهيه وليس بالقانون فاذا كان رئيس مجلس المدينه يعلم ان وجود هذا المقهي شرعي وبعقد مع المحافظه واشاد به منذ دقائق وعاد واصر علي ازالته لانه لم يستطع ان يقول للمحافظ ان الرجل لم يخالف القاون وان الازاله لو حتي خالف القانون لها قواعد قانونيه يجب ان تحترم الا ان الامر صدر دون نقاش او حوار او تفاهم
اذا كانت المحافظات تدار بهذه الطريقه فكيف يديرالوزراء وزارانهم وكيف يدير رئيس الوزراء الوزراء وكيف يتعامل مع رئيس الحمهوريه وكيف يتصرف مع الحكومه الاعلي وهي لجنه السياسات
الكل يعمل بالاومر التي لاتناقش ولاترد ولاتبحث
اوامراغلبها تصدر في لحظات انفعاليه دون دراسه او مناقشه وهذا ماكشفته مناقشات البرلمان لقانوني السلطه القضائيه وقانون الغاء الحبس في قضايا النشر
في القانون الاول فشلت الحكومه في تغيير كلمه واحده من القانون رغم ان وزاره العدل اعدت مشروع قانون مع نادي القضاه لاقى ارتياحا لدي القضاه وتم ارساله الي مجلس القضاء الاعلي الذي اقره واضاف اليه اقتراحات جديده ولايستطيع وزير العدل ارسال القانون الي مجلس القضاء الا بعد اقراره مبدئيا من مجلس الوزراء ولكن فوجي الراي العام والقضاه وحتي اعضاء مجلس القضاء بقانون اخر يصدر تم اعداده في سريه تامه وفشلت كل المحاولات لتعدبل اي ماده فيه وكل من تسالهم من المسئولين تكون اجابتهم انها الاوامر بان يمر هذا القانون كما هو دون تغييرحرف منه
وتكرر نفس الامر مع قانون الغاء الحبس في قضايا النشر وهو القانون الذي اثار ضجه بسبب ان الحكومه لم تنفذ وعد الرئيس الذي وعد به الصحفيين منذ اكثر من عامين يل استحدثت ماده تحمي الفساد والمعروفه حاليا بماده الذمه الماليه
والغريب ان الدكتور فتحي سرور رئيس البرلمان اعلن بكل صلابه وقوه حسدته عليها ان وعد الرئيس ميارك ليس قانونا وتخلي عن تاريخه كاستاذ قانون له كتب رائعه في الحريات الي شخص اخر ضد الحريات وكذلك الدكتور مفيد شهاب وزير الدوله للشئون القانونيه ودافعوا عن القانون وهذه الماده علي وجه الخصوص وقدموا الحجج القانونيه الزائفه الواحده تلو الاخري وفجاءه صدر الامر بالغاء الماده والغاء عقوبه الحبس فيها والاكتفاء بالغرامه وتحول الامر فورا الي قانون وتغير موقف الرجال من سب وشتم الصحفيين الي المدافعين والمشيدين بهم والكل تغيير 180 درجه حتي صحاب عباره ان وعد الرئيس ليس قانونا عاد وبرر تراجعهعن عبارته ان الرئيس مبارك تدخل يصفته رئيسا للسلطه التنفيذيه وصاحب الحق في اقتراح القوانين مع نواب البرلمان ونسي شي اهم انه عندما تلقي الصحفيين وعد الرئيس كان بهذه الصفه وكذلك بصفته الحكم بين السلطات ولذلكقرحنا بالوعد واعتبرناه قانونا بنقصه الاجراءات لاصداره وكنا نامل ان بنفذ الوعد بمنطوقه
الا ان ماتحقق منه لايلبي الحد الادني من منطوق الوعد وعندما لجاء القضاه الي الرئيس كان من هذا المنطلق ايضا
ولكن المواقف التشريعيه الاخيره والموقف الذي وقع امامي كشف ان مصر تدار بالاومر وان الحديث عن دوله قانون او مؤسسات حديث للستهلاك المحلي والخارجي معا والكلام عن جيوش المستشارين في الهيئات والموسسات والوزارات ماهو الا نوع من تكريم رجال خدموا السلطه ولم يخدموا الدوله
انها حقيقه مفجعه تعيشها مصر حاليا فلا احد يستطيع ان يناقس من في يدهم السلطه في قراره حتي ولوكان في مجلس قروي ولاحد يستطيع توضيح امر يكون خافيا عن مصدر القرار وهذا الوضع انعكس حتي علي المحافظات النائيه وشاهدنه بعيني

مجدي حلمي

ليست هناك تعليقات: